Saturday, November 17, 2012

"نزعات"




إنسان أجوف,مفرغ عبارة عن قالب هش و بعض الألوان و قطع من القماش تستر عيوبه الصارخة،يعيش كالدّابة أنيابه بارزة لعابه يتساقط وأنفاسه متلاحقة.

هرمونات تنضح في عروقه,بقايا الطعام تتساقط من فمه و كأنه ممزق,شيئهُ منتصب يصنع خيمة بين سيقانه عيونه تدور في محجريهما فقد رأى (عرصة) تقترب تقاطيعها بارزة عيونها ماجنة نظراتها لعوب تمشي بتمايل تأسِر,ملابسها شفافة أو كذلك بدا له,يرى الاستدارة فى كل معالمها.

رسم هرموني يعتلي مسرح عقله,يتخيلها عارية ترقص له تزمجر تحت ثقله تتأوّه.

رسم هرموني يعتلي مسرح عقله.
يراها تتألم فهو المسيطر و هى الأمة عبدةُ شيئه,تنتابه السيطرة,يتخيلها مقيدة للسرير تصرخ.
رسم هرمونى يعتلى مسرح عقله.

(العرصة) تدنو منه في تنورتها الفضفاضة و قميصها الغامق ذو الكم الطويل و مشيتها المسالمة.

(العرصة) عيونها للأرض طوال اقترابها منه.

(العرصة) كانت كحالِ كل الإناثِ اللّاتي خرجن من عيادة الأمراض النسائية في حال سبيلها هادئة ملامحها حُبلى بسيناريو ألم.

(العرصة) تخاطبه(خلاص كمّلت بنروحو قتلك أمي اخطم خودلنا خبزة العشي).

اخته (العرصة) فتحت باب السيارة و صعدت،بقي متسمرًا فى مكانه بعد أن زال مفعول مخدّر الهرمون الذي سري في جسده،فكلهن في نظره (عرص).

حتي أخته المطلقة بسبب العقم بنظرة عينه الهرمونية (عرصة).




خسئنا جنساً يقودنا (عمود الخيمة)،،،

إلي كل نساء الأرض
كل الإحترام و التقدير فلولا جنسكن ما كنت لأغدو ما أنا الأن.!!

Friday, November 9, 2012

رفيق من زمنٍ منقرِض !!!!


اكتوبر 2008:

ولأنني لا أجيد تدوير المشاعر،و لأن مابقي من حروف متلاصقة أسفلَ،عند نهاية جُحر العقل لا تسمن المخيلة ولاتغني جوعها.
أُطفأ أعقاب  سجائري الورقيةَ في مطفئة القدر و اجلس مبتسما أشاهد موتها البطئ و قد ملئتني النشوة المصطنعة،أراقبها تختفي .
يعتلي محراب تفكيري ذات السؤال،يلتصق بيا  يسأل نفسه آلاف المرات محدثاً قرقعة صاخبة داخل جدران العقل والنصيب من هذه الضجة ماهو آلا صمت كجواب .
لماذا؟؟؟؟؟
يتحفني العقل كعادته بنفس الإجابة صمت يعتليه ضجيج الصمت كجواب.          
                             ************ 
اقطع شوارع المدينة الكبيرة في صمت،،دون تمييز،دون وجهة و دون رغبة للوصول 
اعلم أن ما يجول في دواخلي دون ملل إنما هو بقايا الحقيقة العارية التي حاولت أن اتعري منها
كان كئيبا كغيره من أيام أكتوبر الخريفية،نسمات باردة و رائحة البن المتصاعد من مقاهي شارع إمحمد المقريف و الإزدحام المعتاد،نفس الوجوه ترتاد نفس الأماكن حتي أنني بت اشك في انه نفس اليوم الذي مر عليَّ بالأمس،ولأنني لست من عشاق القهوة و لا من مدمني الكافيين  لم تكن تجذبني جلساتها الحميمية.
كنت اكتفي بمشاركتهم نبض المدينة الكبيرة،حيث بتُّ مقتنعا أن معظم الشرائح البشرية قد مرت من هنا ،العاطلين عن العمل،الأدباء الأحبة رواد الأحلام سقاة النفاق و البرجوازيين.
                                        ************
(انت وين يا دز؟ انا كيف ركبت الافيكو من الشرقية زحمة ورصيدي تم أبعت جني ولانتلاقو في الكورنيش)....
كانت رسالة من صديق العمر (المزمز)،الشخص الوحيد الذي عاقر خمر الحياة معي منذ الابتدائية حتي الآن،كنت ابتسم كلما تذكرت اول يوم تقابلنا فيه كان يرتدي سروال (بوقار) بني، شعره منكوش بحكم انه ليس من كوكب ليبيا،وكيف كنتُ أبكي و (الخنانة حداشات) من انفي والرشوة كانت قطعة (سامبا) لإسكاتي و ارغامى على اكمال أول يوم فى المدرسة لوحدى...
وصل محمد (المزمز) الكورنيش تعودنا أن نجلس في نفس الكرسي منذ أربعة سنوات.
قال محمد وفي تكرار لنفس التساؤل دون انتظار الإجابة (وبعدين يا دز ؟).
نراقب البواخر الراسية،تشاَطرنا حُلما واحداً وهو العيش علي متن باخرة،تردّد الحلم في عقولنا لأننا لم نتمسك به و من ثم غادرنا لجُبننا و تخاذُلنا.
التفت إلي و قال (شن صار في الطيارة الخاصة متاعك وصلت؟)
 أجبته في ابتسامة: (إيه خليتهم ايلمعو في الديسكوات(
)طلّع تزدان الأحلام يا حبيبي) ابتسمتُ قائلا…!

مادامت الأحلام بالبلاش (فهي ليست بسرقة ولا بتعدٍ(..

أما أنا فمازلت اقضي عمري في (القراية( اللي معادش تبي اتم...

(المزمز) في مخيمات الأمم المتحدة في تونس علي أمل الهجرة لأمريكا.

تزدان الأحلام(كان وديعة عندي و أضعتها )
بئس المُؤتمن أنا،،،،


مهداة لرفيق دربي (المزمز)
أفتقدك،،،،،

"دفقُ أوهام"!!!

كأي يوم يحتاج ترهاتنا البشرية ليستمر اعانق الوسادة اعتصرها لا ارغب في النهوض فالعالم من تلكم الزاوية التي اقبع فيها اليوم ومشهد الظلمة في الغرفة الكئيبة كل هذه الأشياء مكررة لاتجذبني ولاتشجعني لأغادر مخدعي،اضئ شاشة الهاتف لأتأكد من الوقت أنها التاسعة ألما اتذكر أنها كانت تقرأ كتابا تنفث هواء سيجارتها في الأفق تلتفت حولها في ترقب و تقول لا تطل الانتظار فاليوم كالأمس لاشئ يتغير حاول أن تملّني.
 كالعادة نفس الحلم من ميتة البارحة نفس الحلم من سنة وشهران وبقايا أسبوع التفتُ حولي أحاول أن اخترق الظلمة التي تغرق فيها الغرفة بنظري صوت المحرك نفسه و بالنشاز نفسه ينعق ((((()))(خبرة يابسة،خبرة يابسة) كنت قد مررت بالأمس وباعوك الخبز اليابس بل وحتي الجديد لأجل أن لا تعود اليوم فأنت من غباءك المركز تمر يوميا وليس من المنطق أن يتوفر الخبز يوميا،فالخبز صعب كمن يطلب فتات قلب حي ليعتنقه.
يمّرني نفس الحلم مجدّدا احاول ان ابعده من رأسي بالتفكير في ما سأشاهد الليلة من أفلام.
تسري الحياة في شاشة هاتفي ،رسالة يالله وأخيرا تمرني بالحلم وتأتيني حقيقة،ترتعد الأصابع لهفة افتح الرسالة (نوض خف روحك مشرف المشروع إيراجي) رفيق دراستي يخاطبني كأنه يراني
،اغتسل في قهر وخمول.

بالأمس كان تاريخ ميلادي الكل تذكرني إلا هي.الكل مر بقبري الدنيوي و عظم ليا الأجر في السنة التي زادت نقصاناً من عمري. 
أضع الأعذار لعل بلدها الذي يبعدني بمئات الكيلومترات خارج الاتصالات ،بلدها الذي لم أزره إلا في عصرها.
 بلدُها الذي تعبق منه رائحة الموت، بلدها الذي بت آلف شوارعه ومبانيه المحطمة في عهدها.
اخبرتني يوما أنها ستذهب لانها لم تجد لأخطائها لجام.
قالت أن كنت تحبني فلا تبحث عني فأنا عادة سيئة
قميص ابيض وذئب يتوسطه،بنطلون ازرق حذاء خفيف هو ماجادت به قريحتي  الفنية  في تلك اللحظة.
أخبرتني صديقتي في يوم ما بأنني كتاب مغلق ويصعب فهمي كنت اقتنع بكلماتها لانها تكررت من أكثر من شخص حتي التقيتها.
فلم أجد للامبالاة التي تتصرف بها أي مبرر وفهم 
كانت كلماتها تغمرني كالرغوة المجثي أعلي (طاسة العالة)،كلما اخبرتني بأنه و لأنني  اهملتها قد وصلت الي ماوصلت اليه يصعد الدم الي رأسي تمزقني امعائي يجثم حارس الضمير فوق صدري لاغرق مجددا في عقدة الذنب والضمير
 تحيطني الظلمة أحس بنعاس مرضي،،(بالشوية يا بغل) يقطع صياح رفيقي غيبوبتي الآنية وهو يخترق التقاطع دون التفات،ويشكي امتعاضه منا نحن الطائفة الليبية علي همجيتنا كل ما كنت ادافع به عن طائفتنا هو( كان فيكم خير راهو ما خليتوش الأمريكان ايخشو بلادكم) يبتسم في يأس ملحمي ويقول لي بلهجته (إش كد دافعنا لكن ناويين يخربوها)،أتأسف لما قلت بيني وبيني،تأخذنا الطرقات. بين زحام مستفز وموسيقي تعلو من السيارات مستهلكة،تمرّ إحداهن ترتدي نفس وشاحها الأسود أتذكرها  تضيق بيا المجرة افتح المذياع أجدهم يتحدثون عن الانتخابات القناة الثانية تروي بطولات الثوار في ألف جبهة وجبهة المحطة الثالثة مفتٍ يطالب بالقتال ولن يرضي بحصيلة الأرواح التي طافت في السماء الدنيا لثمان أشهر فالقاتل شهيد والمقتول (أزلام) حسب قوله
توقف عن التفكير فيّ فأنا لا اصلح بأن أكون (صالحة)
ألف حكم وحكم علي روحها بالإقصاء من روحها وأنا صدري يتوسم نياشين الأسي واليأس والإحباط وتغادرني نشوة الأمل وبأن كل شئ سيكون بخير بإذن الله، 
احتاج أن ادفن رأسي في تربة القدر.
أحاول أن انسحب من الصراع الذي أخوض ضدها في مخيلتي،تجتاحني انقباضات يرتعد جسدي ألما، تخبرني بأنها تحبني و بأنني أكثر من قابلت رجولة في مسير حياتها المقفر.
نصل للمكتب،يقابلنا المشرف بابتسامة الذي لايعرف سبب زيارتنا رغم إدراكه،يطيل الشرح،تكثر الخرائط والملاحظات علي الطاولة  متبعثرة كسنون العمر،ننهي اللقاء ونغادر.
اطلب من الرفيق أن يوصلني للمنزل،في محاولة أخيرة بطردها من بركة التفكير التي أغرق فيها افتح المذياع لاصطدم بأخر حائط أود الاصطدام به علي الأقل في ذاك اليوم،أغنية لفيروز،لم يكن ينقصني إلا صوتها
أترك رفيقي خلفي أودعه علي مضض و دون أن التفت،ادخل للمنزل أغير ملابسي.
استلقي في فراشي يغلبني النوم .

 كالعادة يحضرنى نفس الحلم من ميتة البارحة نفس الحلم من سنة وشهران وبقايا أسبوع،هذه المرة كان المكان خاليا إلا من كتابها واعقاب سيجارة مغروسة في خاصرة الفهرس،غادرت،تركت اثار شفاهها علي عقب السيجارة،القليل من عطرها بين الأسطر،وردة في منتصف الكتاب و تذكرة قطار بتاريخ رجعي،تركت ابتسامتها علي جدران المكان،وغادرت.
غادرت حلميَ  فغدوت يتيم الكونين،،،،
يتيم الواقع والحلم...!


Friday, October 19, 2012

أمانى قيد التنفيذ!



ندائي لك كغريب يستجدى السراب أن يتحقق
اتحدى كل لحظة ألاف السنين الممزوجة بك
والتى تقطننى
كعذارى الموت
كقبس محقق
وأمانى طفل محموم يهذى
وما عاد الجواب كالجواب كالجواب
تأخذنى الحمم منك لترمينى من أعلى الهرم
لأعلى السماء
ومازلتُ أعتادك
أتنفسك
أعيشك
كتفاصيل ساعٍ يجوب الشوارع فى روتين قاتل
كرقص أولئك الغرباء على نيران القرابين
كعزف أولئك الغرباء على نزف السنين
وما عدتِ كما اعتدتكِ
رمزاً,,,بل رمزان
بل مجموعة طلاسم
يسهل للأعمى قراءتها
انتى ككل الأطياف التى تقطننى
مريحة,,,مرحة
طعمك كنزفِ مزحة على ذراع الغباء
انتى ككل الأشياء من ذكراى الجميلة
انتى كل الحاضر والماض المفروض كعبادة
انتى البقايا من بقاياى
انتى

Saturday, October 6, 2012

فهل من مُنتظِر؟


((ماتراجونيش)),,,,,,,كان يردد هذه الكلمة كلما شاهد الركاب يصعدون للقطار,اتخذ الركن عند الرصيف الأخير من المحطة مخدعا له,,سقفه بطانيةٌ مهترئة تغتصبها الثقوب,,,يفترش الأرض جرائدا حيث كان حريصا على أن يختار الجرائد اليوميةَ التى تُعنى  بالشأن الداخلى والتى تتناول زيارات رئيس الوزراء وأذنابه حتى لا يفوت ان يلقى عليهم التصابيح من ((الدفايل)) وان استلزم الامر فبعض ((البول)) لايضر.
اعرفه جيدا فأنا اراه يوميا منذ 11 عاماً وهو ينتقل من بقعة لأخرى داخل محطة القطار فتارة يسكن خلف العربات المعطلة وتارة يتشاجر مع الأمن حتى لايشوه المنظر العام فالمنظر العام أهم من حياته, وتارة يهدد بإالقاء نفسه أمام القطار ان أحد لمس بقايا الراديو الذى يستمع له.
مذ عرفته وهو يستمع لاذاعة مالطا ودون ملل,مات((وزير الداخلية)) هذا هو الاسم الذى كان يطلقه على كلبه ((الأجرب)) والذى عاش معه لسبع سنوات,
((الجيلانى)) أحد ضحايا حرب تشاد هذا ما اخبرنى أبى عندما سألته عن قصته ولم تكن هذه المعلومة لتسكت جوع الفضول داخلى,
حرصت ان اراقبه ,منذ اعتدت وجوده فى المحطة والجيلانى تفوح منه رائحة ((البوخة)) كان قليل الاكل كثير السُكر والسؤال الذى لطالما شغل تفكيرىمن اين له بنقود ((البوخة)),اتذكر يوما اننى اتيت للمحطة كعادتى فلم اجده صرت كالمجنون ابحث عنه دون اى سبب ومن ثم لاح لناظرى من بعيد يمشى كان يمسك نصف كتاب.
((أوباش الكراسى)) كان اسم الكتاب كان يقرأه ويقهقه كمن يشاهد كوميديا حديثة فجأة توقف فى المنتصف وصاح((ريتو اللى نقرا فيه هدا يحكى على الخنابة والحرايمية والقفقافة زى اللى توا زى اللى زمان,المصيبة ان نص كتاب والباقى مسحت بيه((مؤخرتى)) بعد ماعطيت للطبيعة حقها أصلا مايستاهلوش ان نعرف كل شئ عليهم اوباش,وبنقوللكم راهو حتى اللى ألف الكتاب حرايمى غر حصل فوندو وهرب برا البلاد ودار روحه مثقف,البركة فى ميزانية مصنع العلفا اللى خنبها حتى البهايم ماسلمتش منهم,هالبهايم)).
العجيب فى الامر ان كل رواد المحطة كانو قد اعتادو على وجوده ولم يكن ظله بالثقيل وان عرف كمتشرّد,فى العادة تمسع قصص عوانس المحطة تتناول ((الجيلانى)) فتارة تسمع رواية على انه قتل زوجته بعد ان وجدها مع البواب وجن جنونه,,واخرى بأنه منزوج من جنية ورابطاته وتارة بأنه كان من اصحاب الملايين وقد خانته زوجته مع صديقه الحميم وهربا بكل الثروة,,المثير للسخرية بأن كل القصص تشترك فى عامل واحد وهو الزواج والرجال وكأنهن يعزين انفسهن على مافات من عمر دون رجل وزواج وان القطار مازال لم يحتضن محطاتهن.
((انتى يا تريبية)) صاح الجيلانى فى تلك الاربعينية العانس,لم تلتفت فكرر نفس اللفظ لكن بقليل من الادب((انتى يا ضعيفة)) التفت له فمد يده ((شدّى تزدانك طاح منك,وفتشى باهى لا تقولى الجيلاّ خنبنى وايدبسونى فيك))اخدت منه التزدان بامتعاض بعد ان نظرت اليه نظرة الحقد المتأصل فى قلوب العوانس وزى مانقولو من فوق للوطا,,ضحك الجيلانى وقال((كان مش خلق ربى راهو قلت تجميع صينى,,برى ان شاء الله تلقى وادى تسرحى فيه)).
مافهمتش خيرك مكرز معاى اول مرة تشوف واحد (تشِر)؟
سؤاله كان موجها لى صُعقت لأننى اعتقدت بأننى اراقبه طوال المدة من ركن خفى.
تلعثم يصحبه عرق وانقطاع انفاس,,كان الموقف اصعبا من فلقة استاذ(بشير) رحمة الله عليه مدير الثانوية التى كنت ادرس فيها.
لا  أنا ماهو,راهو خاطم نجى نركب من هنا
خيرك انت منظم فى روحك (حايس) ؟ وحدة وحدة عليك,,قالها وهو يضحك.
هات جنى,كنت قد أخرجت محفظتى ويداى ترتعشان وما كدت افتحها وتصل يداي للنقود حتى اعتقدتُ بأننى تهت وسط مدينة الأبواب باحثا عن (جنى).
كان قد اضطجع و ظهره للحائط وخلفه ملصقات الحملة الانتخابية,,رأيت نظرة غريبة تعلو عينيه عندما شاهد الملصق,استطرد قائلا.
عييت يا راجل قضيت عمرى نراجى وماجى منهم حد وكل ما بنمشى انقول بالك ايجو هما.
من قصدك يا عموّ الجيلانى ؟ عموّ؟؟!! تى اشحط روحك بوك نعرفه راجل,رد على تساؤلى
انت ولد الشيخ صالح ولا؟؟ جاوبت ايه..
فى 87 كنا اخر فصيل قاعد فى انجامينا بعد ما زوى علينا وكلونا التماسيح واليم يم والضباط الكبار كتحوا,شدونا 14 النفر
حبسونا,,وكل مرة ايطلعو واحد يتسلو بيه لين قعدنا 4.
اخر محاولة دارها الطيران بدو يفتحو فى (التناكى) الاحتياط متاع الطيارات ويحرقو فى اليم يم (التشاديين) كانت اخر فرصة خلونا محبوسين وهربو’كنت الاقرب للروشن لان كتفونى عليه ركبتهم بالواحد على ظهرى مش وصلو نقز الاول,,(وزير العمل) توا,,نقز الثانى(نائب وزير اول) نقز الثالث(بزناس وصاحب مصانع فى الصين) ماتلفتوش جيهتى لما طلعو درت روحى كأنى حسيت ان هما ايراجو فيا ولا حتى بيطلعونى,,قلتلهم ماتراجونيش وقعدا نص الكلمة فى رقبتى ما طلعتش اختفو التلاتة.
دارت الشكورطة وتلاقينا بعد يومين فى الجوف.
الحمدلله على السلامة يا جيلانى,,والله راهو حن كيف كنا بـ......
لالا ماهو قلتلكم ماتراجونيش,,عارف حتى انا كنتم بتفتحو عليا.
سرحوهم من الجيش واخذونى انا آمر فصيل وعلقولى فخرية..!
عبو بروحهم اللى قرا وصل وزير واللى خدم لقى روحه فى الصين وانا من التقاعد لموت المرا,,للفلس للعكسة اللى قدامك..(بوخة و عوانس).
لحظة!!!!!!!!!!!
الجيلانى فى من ايكلم؟؟؟ كان يتحدث فى الهواء لشخص ما,كنت اقف وراءه وكان يتحدث وقد أولى الىّ ظهره.
زعمك الجيلانى هبل ولا (عينت) عنده ومكثر.
لالا ماختشتش راهو
مرة أخرى تسرى تلك القشعريرة فى جسدى رهبة رغم ان تساؤلى كان فى السر الا اننى ا سمع الاجابة التى تشفى.
نكلم فيك وعاطى بالظهر لان أنا لما عطيت وجه (للبغولة) ركبو عليا وهربو وما راجونيش,ولأن انا نعرف بأنا وجهى مش وجه قبول.وعيب تشم عليا صنة البوخة,,على أساس مش واضحة الصنة,,بس كانت بادرة لمحاولة اثبات نوع من الادب اللامطلوب منه.
كان يتحدث بمرارة احسست بأنه يعتصر الكلمات حزناً,
ماتخممش راهو نهايتها زوز ميترو قماش وحفرة والدود مزرّد.
وحتى انت رد بالك....رد بالك تراجينى يطلع واحد خير مانحصلو الزوز.,لم أفهم المقصود ومازلتُ حتى لحظتى هذه لم أفهم المقصود.
يوم 22 مارس 2012 توفى عمى الجيلانى,,بعد مقاساة  الفشل الكلوى .
عمى الجيلانى شخصية واقعية والخطاب كذلك واقعى أما النسج فهو خيال.







Sunday, September 30, 2012

صعود!




ذنبها انها كانت ذرات غبار منثورة فوق شقيقاتها فى ذاك الموقف المخصص لسيارات الاساتذة..طحنتها وكأنها المذنبة,كالعادة عبوس يلف المكان.مسرعا من زخات أمطار الشمس أشعتها على الأرض المسكينة,احتميت بتلك الشجرة وانا اراقب المحيط...وأيقنت كما ادركت عند اول مرة بأن العبوس يلف المكان.
                                                     ****
كعادته يتشاجر طه مع خطيبته عند التقائهما كل اثنين...مافتئت اتذكر يوما التقيا فيه ولم يتشاجرا...كان طه حسن الملامح وسيما.
تجلس هى بعيدة عنه كلما تشاجرا..عابسة تحمل وجهاً تقول فيتو موخرة انديترو بلا ضى...كم حاولت اقناع طه بأنها لاتليق به مع انى لم افصح إلا انه عندما كان يتشاجر معها يرمقنى بنظرات الخجل....
****
وكروتين حياته يمر مسرعا بسيارته المظلمة يغازل كل فتيات الكلية حتى تختلط عليه الامور فيغازل أعمدة الإضاءة بسيارته ينزل غاضبا ليجد أن سيارته لم تتضرر فيركب مجددا ليخيط الطرقات جيئا وذهاباً والمسجل بنعق بأعلى صوته(بلا حب بلا وجع قلب واش جانا من ورا هالحب)محملقا عينيه فى محجريهما يمر أحد (العبسلامات) فى اللبوة فيطأطأ (دون جوان) الطرقات رأسه تحاشيا لسلطان هؤلاء الإمّعة..أترقب الموقف بلهفة,يسلم الله الامور ويكون مجرد تجاوز بسيط..

****
.وبنفس الملابس يجلسون بقيثاراتهم يعزفون ألحانا مختلطة...تارة من تأليفهم وتارة أشياء مستهلكة,ثلاثتهم كان أكبر همومهم الرياء فيعزفون ليجذبو طوبوات الكلية,اقتنعت بأن مفعولهم اللحنى كشريط الذباب اللاصق يجمع ذباباً ليعطيه هلاكاً.

أراقب ساعتى لأجد انه الوقت المنتظر ارفع عينى فى افق الطريق لأرى سيارتها تتهادى,تقترب تصعد روحى إلى أعلى صدرى.
تمر بجانبى أُقذف إلى عاليات السماء وكأن سماء ثامنة قد وُجدت,تركن سيارتها وتهبط لتمر أمامى مشيا,كحبو ملائكة الأطفال.
عندها أكون موقنا بأن اللحظات تمر بطئا,وان طه قد اصبح بعيدا هو والطوبو الذى معه وان اصواتهم تخفت وحيز نظرى فى اتجاههم قد اصبح ضباباً.
دون جوان الطرقات يمر امامى ببطء ولا يتوقف لمضايقتها,ازداد يقينا بأن ليس لكل البشر القدرة على ان ترى الملائكة.
نشاز موسيقاهم,فلم اعد اهتم لان انتقد الالحان ولا تراتبية النوتات لانهم ماعادو ليهموننى بعزفهم الذى اصبح نشازا يصيبنى بالغثيان.
تتقلص الدنيا اسمع قلبى وكأن تكوينى الخلقى اصر بأن قلبى بين اذنى اختنق حيا لاجمع مااستطيع من عطرها داخل رئتى ولا اخرجه اتوق للمس انفاسها فبينى وبين ان المسها ازمان ضوئية.
تتهادى كغاردينيا من باقات الجنة وبكل هدوء سقف السماء تدر زبرجداً وتنطق,نعم انها تنطق(صباح الخير باش مهندس) يفصل بين كل حرف من حروف هذه الجملة ملايين السنين المضيئة,اخشى ان ارد فأعكر صفو الهواء و مزاج السماء و رونقاً تحمله يجمعنى الى اشلاء.
وتمر نعم انها تمر لتقضى يوماً تتجمل فيه عليه بسحرها,وتبعث فيه للرعاع أدباً من حولها,تمر لأرى فجأة طه قد عاد قريبا منى فى مجلسه,ودون جوان قد اكتفى من طوافه,وعازفى الالحان قد اخذوا هوائهم المسمم ورحلوا,واعود لأتأسف لذرات الغبار عن كل الم قد سببته لهن,اعود لامضى مابقى من عمرى محاولا تذوق عطرها وزفيرها وسحرها..!