Saturday, November 17, 2012

"نزعات"




إنسان أجوف,مفرغ عبارة عن قالب هش و بعض الألوان و قطع من القماش تستر عيوبه الصارخة،يعيش كالدّابة أنيابه بارزة لعابه يتساقط وأنفاسه متلاحقة.

هرمونات تنضح في عروقه,بقايا الطعام تتساقط من فمه و كأنه ممزق,شيئهُ منتصب يصنع خيمة بين سيقانه عيونه تدور في محجريهما فقد رأى (عرصة) تقترب تقاطيعها بارزة عيونها ماجنة نظراتها لعوب تمشي بتمايل تأسِر,ملابسها شفافة أو كذلك بدا له,يرى الاستدارة فى كل معالمها.

رسم هرموني يعتلي مسرح عقله,يتخيلها عارية ترقص له تزمجر تحت ثقله تتأوّه.

رسم هرموني يعتلي مسرح عقله.
يراها تتألم فهو المسيطر و هى الأمة عبدةُ شيئه,تنتابه السيطرة,يتخيلها مقيدة للسرير تصرخ.
رسم هرمونى يعتلى مسرح عقله.

(العرصة) تدنو منه في تنورتها الفضفاضة و قميصها الغامق ذو الكم الطويل و مشيتها المسالمة.

(العرصة) عيونها للأرض طوال اقترابها منه.

(العرصة) كانت كحالِ كل الإناثِ اللّاتي خرجن من عيادة الأمراض النسائية في حال سبيلها هادئة ملامحها حُبلى بسيناريو ألم.

(العرصة) تخاطبه(خلاص كمّلت بنروحو قتلك أمي اخطم خودلنا خبزة العشي).

اخته (العرصة) فتحت باب السيارة و صعدت،بقي متسمرًا فى مكانه بعد أن زال مفعول مخدّر الهرمون الذي سري في جسده،فكلهن في نظره (عرص).

حتي أخته المطلقة بسبب العقم بنظرة عينه الهرمونية (عرصة).




خسئنا جنساً يقودنا (عمود الخيمة)،،،

إلي كل نساء الأرض
كل الإحترام و التقدير فلولا جنسكن ما كنت لأغدو ما أنا الأن.!!

Friday, November 9, 2012

رفيق من زمنٍ منقرِض !!!!


اكتوبر 2008:

ولأنني لا أجيد تدوير المشاعر،و لأن مابقي من حروف متلاصقة أسفلَ،عند نهاية جُحر العقل لا تسمن المخيلة ولاتغني جوعها.
أُطفأ أعقاب  سجائري الورقيةَ في مطفئة القدر و اجلس مبتسما أشاهد موتها البطئ و قد ملئتني النشوة المصطنعة،أراقبها تختفي .
يعتلي محراب تفكيري ذات السؤال،يلتصق بيا  يسأل نفسه آلاف المرات محدثاً قرقعة صاخبة داخل جدران العقل والنصيب من هذه الضجة ماهو آلا صمت كجواب .
لماذا؟؟؟؟؟
يتحفني العقل كعادته بنفس الإجابة صمت يعتليه ضجيج الصمت كجواب.          
                             ************ 
اقطع شوارع المدينة الكبيرة في صمت،،دون تمييز،دون وجهة و دون رغبة للوصول 
اعلم أن ما يجول في دواخلي دون ملل إنما هو بقايا الحقيقة العارية التي حاولت أن اتعري منها
كان كئيبا كغيره من أيام أكتوبر الخريفية،نسمات باردة و رائحة البن المتصاعد من مقاهي شارع إمحمد المقريف و الإزدحام المعتاد،نفس الوجوه ترتاد نفس الأماكن حتي أنني بت اشك في انه نفس اليوم الذي مر عليَّ بالأمس،ولأنني لست من عشاق القهوة و لا من مدمني الكافيين  لم تكن تجذبني جلساتها الحميمية.
كنت اكتفي بمشاركتهم نبض المدينة الكبيرة،حيث بتُّ مقتنعا أن معظم الشرائح البشرية قد مرت من هنا ،العاطلين عن العمل،الأدباء الأحبة رواد الأحلام سقاة النفاق و البرجوازيين.
                                        ************
(انت وين يا دز؟ انا كيف ركبت الافيكو من الشرقية زحمة ورصيدي تم أبعت جني ولانتلاقو في الكورنيش)....
كانت رسالة من صديق العمر (المزمز)،الشخص الوحيد الذي عاقر خمر الحياة معي منذ الابتدائية حتي الآن،كنت ابتسم كلما تذكرت اول يوم تقابلنا فيه كان يرتدي سروال (بوقار) بني، شعره منكوش بحكم انه ليس من كوكب ليبيا،وكيف كنتُ أبكي و (الخنانة حداشات) من انفي والرشوة كانت قطعة (سامبا) لإسكاتي و ارغامى على اكمال أول يوم فى المدرسة لوحدى...
وصل محمد (المزمز) الكورنيش تعودنا أن نجلس في نفس الكرسي منذ أربعة سنوات.
قال محمد وفي تكرار لنفس التساؤل دون انتظار الإجابة (وبعدين يا دز ؟).
نراقب البواخر الراسية،تشاَطرنا حُلما واحداً وهو العيش علي متن باخرة،تردّد الحلم في عقولنا لأننا لم نتمسك به و من ثم غادرنا لجُبننا و تخاذُلنا.
التفت إلي و قال (شن صار في الطيارة الخاصة متاعك وصلت؟)
 أجبته في ابتسامة: (إيه خليتهم ايلمعو في الديسكوات(
)طلّع تزدان الأحلام يا حبيبي) ابتسمتُ قائلا…!

مادامت الأحلام بالبلاش (فهي ليست بسرقة ولا بتعدٍ(..

أما أنا فمازلت اقضي عمري في (القراية( اللي معادش تبي اتم...

(المزمز) في مخيمات الأمم المتحدة في تونس علي أمل الهجرة لأمريكا.

تزدان الأحلام(كان وديعة عندي و أضعتها )
بئس المُؤتمن أنا،،،،


مهداة لرفيق دربي (المزمز)
أفتقدك،،،،،

"دفقُ أوهام"!!!

كأي يوم يحتاج ترهاتنا البشرية ليستمر اعانق الوسادة اعتصرها لا ارغب في النهوض فالعالم من تلكم الزاوية التي اقبع فيها اليوم ومشهد الظلمة في الغرفة الكئيبة كل هذه الأشياء مكررة لاتجذبني ولاتشجعني لأغادر مخدعي،اضئ شاشة الهاتف لأتأكد من الوقت أنها التاسعة ألما اتذكر أنها كانت تقرأ كتابا تنفث هواء سيجارتها في الأفق تلتفت حولها في ترقب و تقول لا تطل الانتظار فاليوم كالأمس لاشئ يتغير حاول أن تملّني.
 كالعادة نفس الحلم من ميتة البارحة نفس الحلم من سنة وشهران وبقايا أسبوع التفتُ حولي أحاول أن اخترق الظلمة التي تغرق فيها الغرفة بنظري صوت المحرك نفسه و بالنشاز نفسه ينعق ((((()))(خبرة يابسة،خبرة يابسة) كنت قد مررت بالأمس وباعوك الخبز اليابس بل وحتي الجديد لأجل أن لا تعود اليوم فأنت من غباءك المركز تمر يوميا وليس من المنطق أن يتوفر الخبز يوميا،فالخبز صعب كمن يطلب فتات قلب حي ليعتنقه.
يمّرني نفس الحلم مجدّدا احاول ان ابعده من رأسي بالتفكير في ما سأشاهد الليلة من أفلام.
تسري الحياة في شاشة هاتفي ،رسالة يالله وأخيرا تمرني بالحلم وتأتيني حقيقة،ترتعد الأصابع لهفة افتح الرسالة (نوض خف روحك مشرف المشروع إيراجي) رفيق دراستي يخاطبني كأنه يراني
،اغتسل في قهر وخمول.

بالأمس كان تاريخ ميلادي الكل تذكرني إلا هي.الكل مر بقبري الدنيوي و عظم ليا الأجر في السنة التي زادت نقصاناً من عمري. 
أضع الأعذار لعل بلدها الذي يبعدني بمئات الكيلومترات خارج الاتصالات ،بلدها الذي لم أزره إلا في عصرها.
 بلدُها الذي تعبق منه رائحة الموت، بلدها الذي بت آلف شوارعه ومبانيه المحطمة في عهدها.
اخبرتني يوما أنها ستذهب لانها لم تجد لأخطائها لجام.
قالت أن كنت تحبني فلا تبحث عني فأنا عادة سيئة
قميص ابيض وذئب يتوسطه،بنطلون ازرق حذاء خفيف هو ماجادت به قريحتي  الفنية  في تلك اللحظة.
أخبرتني صديقتي في يوم ما بأنني كتاب مغلق ويصعب فهمي كنت اقتنع بكلماتها لانها تكررت من أكثر من شخص حتي التقيتها.
فلم أجد للامبالاة التي تتصرف بها أي مبرر وفهم 
كانت كلماتها تغمرني كالرغوة المجثي أعلي (طاسة العالة)،كلما اخبرتني بأنه و لأنني  اهملتها قد وصلت الي ماوصلت اليه يصعد الدم الي رأسي تمزقني امعائي يجثم حارس الضمير فوق صدري لاغرق مجددا في عقدة الذنب والضمير
 تحيطني الظلمة أحس بنعاس مرضي،،(بالشوية يا بغل) يقطع صياح رفيقي غيبوبتي الآنية وهو يخترق التقاطع دون التفات،ويشكي امتعاضه منا نحن الطائفة الليبية علي همجيتنا كل ما كنت ادافع به عن طائفتنا هو( كان فيكم خير راهو ما خليتوش الأمريكان ايخشو بلادكم) يبتسم في يأس ملحمي ويقول لي بلهجته (إش كد دافعنا لكن ناويين يخربوها)،أتأسف لما قلت بيني وبيني،تأخذنا الطرقات. بين زحام مستفز وموسيقي تعلو من السيارات مستهلكة،تمرّ إحداهن ترتدي نفس وشاحها الأسود أتذكرها  تضيق بيا المجرة افتح المذياع أجدهم يتحدثون عن الانتخابات القناة الثانية تروي بطولات الثوار في ألف جبهة وجبهة المحطة الثالثة مفتٍ يطالب بالقتال ولن يرضي بحصيلة الأرواح التي طافت في السماء الدنيا لثمان أشهر فالقاتل شهيد والمقتول (أزلام) حسب قوله
توقف عن التفكير فيّ فأنا لا اصلح بأن أكون (صالحة)
ألف حكم وحكم علي روحها بالإقصاء من روحها وأنا صدري يتوسم نياشين الأسي واليأس والإحباط وتغادرني نشوة الأمل وبأن كل شئ سيكون بخير بإذن الله، 
احتاج أن ادفن رأسي في تربة القدر.
أحاول أن انسحب من الصراع الذي أخوض ضدها في مخيلتي،تجتاحني انقباضات يرتعد جسدي ألما، تخبرني بأنها تحبني و بأنني أكثر من قابلت رجولة في مسير حياتها المقفر.
نصل للمكتب،يقابلنا المشرف بابتسامة الذي لايعرف سبب زيارتنا رغم إدراكه،يطيل الشرح،تكثر الخرائط والملاحظات علي الطاولة  متبعثرة كسنون العمر،ننهي اللقاء ونغادر.
اطلب من الرفيق أن يوصلني للمنزل،في محاولة أخيرة بطردها من بركة التفكير التي أغرق فيها افتح المذياع لاصطدم بأخر حائط أود الاصطدام به علي الأقل في ذاك اليوم،أغنية لفيروز،لم يكن ينقصني إلا صوتها
أترك رفيقي خلفي أودعه علي مضض و دون أن التفت،ادخل للمنزل أغير ملابسي.
استلقي في فراشي يغلبني النوم .

 كالعادة يحضرنى نفس الحلم من ميتة البارحة نفس الحلم من سنة وشهران وبقايا أسبوع،هذه المرة كان المكان خاليا إلا من كتابها واعقاب سيجارة مغروسة في خاصرة الفهرس،غادرت،تركت اثار شفاهها علي عقب السيجارة،القليل من عطرها بين الأسطر،وردة في منتصف الكتاب و تذكرة قطار بتاريخ رجعي،تركت ابتسامتها علي جدران المكان،وغادرت.
غادرت حلميَ  فغدوت يتيم الكونين،،،،
يتيم الواقع والحلم...!