Friday, November 9, 2012

رفيق من زمنٍ منقرِض !!!!


اكتوبر 2008:

ولأنني لا أجيد تدوير المشاعر،و لأن مابقي من حروف متلاصقة أسفلَ،عند نهاية جُحر العقل لا تسمن المخيلة ولاتغني جوعها.
أُطفأ أعقاب  سجائري الورقيةَ في مطفئة القدر و اجلس مبتسما أشاهد موتها البطئ و قد ملئتني النشوة المصطنعة،أراقبها تختفي .
يعتلي محراب تفكيري ذات السؤال،يلتصق بيا  يسأل نفسه آلاف المرات محدثاً قرقعة صاخبة داخل جدران العقل والنصيب من هذه الضجة ماهو آلا صمت كجواب .
لماذا؟؟؟؟؟
يتحفني العقل كعادته بنفس الإجابة صمت يعتليه ضجيج الصمت كجواب.          
                             ************ 
اقطع شوارع المدينة الكبيرة في صمت،،دون تمييز،دون وجهة و دون رغبة للوصول 
اعلم أن ما يجول في دواخلي دون ملل إنما هو بقايا الحقيقة العارية التي حاولت أن اتعري منها
كان كئيبا كغيره من أيام أكتوبر الخريفية،نسمات باردة و رائحة البن المتصاعد من مقاهي شارع إمحمد المقريف و الإزدحام المعتاد،نفس الوجوه ترتاد نفس الأماكن حتي أنني بت اشك في انه نفس اليوم الذي مر عليَّ بالأمس،ولأنني لست من عشاق القهوة و لا من مدمني الكافيين  لم تكن تجذبني جلساتها الحميمية.
كنت اكتفي بمشاركتهم نبض المدينة الكبيرة،حيث بتُّ مقتنعا أن معظم الشرائح البشرية قد مرت من هنا ،العاطلين عن العمل،الأدباء الأحبة رواد الأحلام سقاة النفاق و البرجوازيين.
                                        ************
(انت وين يا دز؟ انا كيف ركبت الافيكو من الشرقية زحمة ورصيدي تم أبعت جني ولانتلاقو في الكورنيش)....
كانت رسالة من صديق العمر (المزمز)،الشخص الوحيد الذي عاقر خمر الحياة معي منذ الابتدائية حتي الآن،كنت ابتسم كلما تذكرت اول يوم تقابلنا فيه كان يرتدي سروال (بوقار) بني، شعره منكوش بحكم انه ليس من كوكب ليبيا،وكيف كنتُ أبكي و (الخنانة حداشات) من انفي والرشوة كانت قطعة (سامبا) لإسكاتي و ارغامى على اكمال أول يوم فى المدرسة لوحدى...
وصل محمد (المزمز) الكورنيش تعودنا أن نجلس في نفس الكرسي منذ أربعة سنوات.
قال محمد وفي تكرار لنفس التساؤل دون انتظار الإجابة (وبعدين يا دز ؟).
نراقب البواخر الراسية،تشاَطرنا حُلما واحداً وهو العيش علي متن باخرة،تردّد الحلم في عقولنا لأننا لم نتمسك به و من ثم غادرنا لجُبننا و تخاذُلنا.
التفت إلي و قال (شن صار في الطيارة الخاصة متاعك وصلت؟)
 أجبته في ابتسامة: (إيه خليتهم ايلمعو في الديسكوات(
)طلّع تزدان الأحلام يا حبيبي) ابتسمتُ قائلا…!

مادامت الأحلام بالبلاش (فهي ليست بسرقة ولا بتعدٍ(..

أما أنا فمازلت اقضي عمري في (القراية( اللي معادش تبي اتم...

(المزمز) في مخيمات الأمم المتحدة في تونس علي أمل الهجرة لأمريكا.

تزدان الأحلام(كان وديعة عندي و أضعتها )
بئس المُؤتمن أنا،،،،


مهداة لرفيق دربي (المزمز)
أفتقدك،،،،،

No comments:

Post a Comment